أفول نجم المصمم هيلموت لانغ مؤشر على بروغ أسلوب الاستعراض وداعا لشعار «القليل كثير» : «الشرق الأوسط» -منقول إذا كنت من متتبعات الموضة، فأنت بلا شك تتذكرين
أفول نجم المصمم هيلموت لانغ مؤشر على بروغ أسلوب الاستعراض
وداعا لشعار«القليل كثير»
: «الشرق الأوسط» -منقول
إذا كنت من متتبعات الموضة، فأنت بلا شك تتذكرين الضجة التي أثارها المصمم هيلموت لانغ في باريس عام 1986، حين قدم مجموعة كل ما فيها ينادي بالبساطة، تحت شعار «القليل كثير». الشعار الذي لمس آنذاك وترا حساسا لدى المرأة وانتشر انتشار النار في الهشيم في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات وجعل نجمه يبزغ بين ليلة وضحاها.
لكن سرعان ما شهدت أواخر التسعينات نهاية شهر العسل بينه وبين النجاح وبدأ نجمه يخفت تدريجيا، وها هو اليوم يفكر جديا في التقاعد وتطليق المهنة التي أحبها وأعطاها الكثير، بعد أن أدارت له ظهرها.
فقد تخلت عنه مجموعة برادا، التي اشترت اسمه منذ عدة سنوات، لكن فشلت في أن تستفيد منه، وهو الأمر الذي اعتبره البعض قسوة غير ضرورية، لكن المجموعة بررته بأنه، أي هيلموت لانغ، لم يعد الدجاجة التي تبيض ذهبا من الناحية التجارية.
وطبعا الجانب التجاري يهمها في المقام الأول. المضحك المبكي أنه مثلما كانت البساطة المتناهية سببا في نجوميته، كانت أيضا السبب في تراجع مبيعاته.
مشكلته أنه ظل وفيا للشعار الذي رفعه في نهاية الثمانينات «القليلكثير» حتى بعد أن تغيرت السوق وأذواق النساء وظروفهن، ودخول أسواق جديدة اللعبة الشرائية، وعلى رأسها السوق الروسية التي تريد أسلوبا معينا في الموضة لا يمكن أن يتنازل لانغ ويقدمه لها لأنه يتعارض مع كل شيء يؤمن به ويحبه.
ولا نعرف إن كان هذا يحسب له أم ضده في وقت أصبحت فيه «الصورة الملمعة» هي كل شيء، واصبح العالم التجاري يغلب على الفني بعد أن استحوذ العديد من المجموعات التجارية على اسماء كبيرة بشرائها اسهما فيها أو بشرائها كلها والاحتفاظ باسم المصمم من باب «البريستيج» والبيع.
فرفيق دربه، مثلا جيورجيو أرماني، الذي أنعش سوق «القليلكثير» أيضا في الثمانينات والتسعينات، لم يتوان عن تغيير جلده حسب متطلبات السوق، بل ذهب إلى أكثر من ذلك وغازل النجمات وطلب ودهن حتى يظل في دائرة الضوء، كما أنه ولاول مرة عرض مجموعة فساتين تقتصر على السهرة في باريس الموسم الماضي قبيل حفل الأوسكار بأسابيع قلية، لهذه الغاية بالذات. لكن الجميل في الموضة بالنسبة للمرأة أن نهاية مصمم او نهاية أسلوب، ما هو إلا مؤشر على ولادة مصمم آخر وتبني أسلوب آخر.
في هذه الحالة فإن نهاية هيلموت لانغ وما يمثله، جاءت نتيجة سطوع نجم مجموعة من المصممين الذين تتهافت شريحة معينة من النساء، أغلبهن من النجمات أو «النجيمات» المتطلعات للشهرة، أو من ثريات اوروبا الشرقية، أو من محبات الظهور. الحقوق : منتديات شبكة امورات : منتديات شبكة أمورات عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
فثقافة الشهرة السريعة التي اجتاحت العالم، من خلال برامج التلفزيون الواقعي أو الحفلات التي يؤمها النجوم، ويرحب بها الإعلام لتغذية رغبة السوق في النميمة ومعرفة أسرار الآخرين وغيرها من الأمور التي صنعت نجوما من أشخاص عاديين، بل وأقل من عاديين، مما أعطى الأمل للكثيرات ممن بتن يعتقدن بان فستانا مثيرا فيه بعض الغرابة والكثير من الاستعراض من شأنه أن يثير الأنظار إليهن ويجعلهن في دائرة الضوء، عدا أنه قد يغذي نرجسيتهن. فقوة الأزياء مثل قوة الإعلام لا يستهان بها، وإذا اجتمعت القوتان فهذا هو المطلوب، حتى وإن على شكل انتقاد شديد، لأن المثل الساري حاليا هو أن أي انتقاد أفضل من لا انتقاد وما يعنيه هذا من تجاهل تام. اما قوة الأزياء، فحدث ولا حرج، وما علينا إلا أن نتذكر فستان المصمم فيرساتشي الذي ظهرت به «النجيمة» ليز هيرلي مع خطيبها آنذاك، هيو غرانت، الذي جاء مشبوكا بدبابيس فقط من الجوانب، إلى درجة أنه اصبح يعرف إلى الآن بـ«ذلك الفستان».
فهو لم يكن مثيرا ولافتا فحسب بل كان نجما بكل مقاييس النجومية الحالية بحيث غطى على شهرة خطيبها وحلق بها عاليا، لتصبح من أهم العارضات في السنوات الأخيرة. وما علينا أيضا إلا أن نلقي نظرة على اكثر المصممين الذين يحققون الربح نتيجة إقبال النجمات على تصاميمهم أمثال دولتشي أند غابانا، روبرتو كافالي، ديور وكلوي، وإلى حد ما فيرساتشي، لنعرف أنهم القوة المسيرة لموضة الإثارة والاستعراض. والسبب أنهم يقدمون ازياء لا تعترف بشعار القليل كثير، بل بشعار «الملفت كثِر منه». هؤلاء المصممون قرأوا السوق جيدا، وواكبوا تطوراته ومتطلباته حتى وإن استدعى الأمر أن يغيروا جلدهم مثل أرماني. فما أصبحت ترغب فيه المرأة التي تنتمي إلى هذه الشريحة، أزياء تدير الرؤوس وتوقف حركة السير إن امكن، بعد ان اكتسبت ثقة عالية بنفسها، وتعدت مرحلة إثبات الذات بقدراتها ومؤهلاتها العقلية، التي كانت تتطلب منها أسلوبا بسيطا ومحددا في فترة من الفترات. الآن هي أكثر ثقة بنفسها وبقدراتها، فقد أثبتت نفسها في الكثير من المجالات والأعمال، كما اصبحت مستقلة ماديا وهو ما منحها قوة شرائية عالية أصبحت من خلالها تفرض ذوقها على الساحة، ومستقلة نفسيا، بحيث لم تعد ترى أن إخفاء أنوثتها ضرورة أو أساسا لفرض نفسها على المجتمع. بل ان البعض منهن يذهبن إلى أكثر من ذلك بمحاولتهن إثبات أن الأنوثة الطاغية لا تتعارض مع الذكاء والإنجاز في مراكز عالية، بل ربما قد تكون دافعا للمزيد من النجاح. قد لا تتفق الكثيرات منا مع هذا المبدأ أو التوجه، وتراه تسخيفا لنضال طويل خاضته المرأة لإثبات نفسها من دون اللجوء إلى أسلحتها الأنثوية، لكنها تبقى بالنسبة للبعض أكثر متعة من لعبة التشبه بالرجل بارتداء تايورات صارمة أو بقص الشعر قصات قصيرة حتى تؤخذ على محمل الجد. في الوقت الذي يعاني منه هيلموت لانغ ماديا، مصمم مثل روبرتو كافالي يسافر في طائرات خاصة، ويتنقل من بيته في توسكاني إلى مصانعه في ميلانو بواسطة هليكوبتر خاصة، ويمتلك يختا فخما وعدة منازل وممتلكات، ودار أزياء تحقق أرباحا كبيرة لأنه بكل بساطة أحد اباطرة أسلوب «اللافت أكثِر منه» ولا يعترف بالحل الوسط حتى وإن كان مجرد بنطلون من الجينز، فهو يضيف إليه زخرفات ونقوشات وقطعا من الجلد ليتحول إلى قطعة مناسبة لنجم روك أند رول. أما بالنسبة لفساتين السهرة، فهي تحول امرأة عادية إلى نجمة لافتة للأنظار، وبالتالي تحتاج إلى شخصية جريئة تميل إلى الاستعراض. أما هو فيقول: «في الثمانينات، بدأ المصممون يقدمون ازياء تناسب الجنسين ببساطتها، وخلطها بين الأنوثة والخشونة، لقد حاولوا أن يجعلوا الرجل والمرأة في مرتبة واحدة.. وهذا برأيي كارثة. فالمرأة تحب الألوان وتريد أن تحتفل بأنوثتها».
مشكووووور اخوي بي على الموضوع والمعلومات الحقوق : منتديات شبكة امورات : منتديات شبكة أمورات عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركات المنشورة
بشبكة امورات لاتعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع ولا تمثل إلا رأي أصحابها فقط
شبكة امورات موقع سني سعودي خليجي عربي يحترم كافة الطوائف والأديان ومختلف
الجنسيات